مدخل التعريف للحضارة النوبية (اسطورة الحضارات القديمة في جميع انحاء العالم)

عرف النوبيون منذ القدم بالتميز في المنتج الروحي والمادي معا. ويبدو ان هذا الانتاج المتميز هو عملية تجدد الدماء التي ظل يمارسها النوبيون فقد استقبلت بلادهم عبر التاريخ هجرات متباينة لمجموعات متعددة استطاعت الثقافة النوبية ان تشمل عليها لتقوي بها كيانها العريق العجيب (وخلال مراحل التاريخ القديم المتغير تعرضت البلاد التي كانت مسرحا لاحداث ذلك التاريخ لهجرات متعددة ،غيرت من عناصر سكانها علي مر الزمن ، ولكنها طبعتهم جميعا بطبعها المميز . وحافظت عن طريقهم علي عوامل إرثها الحضاري،يتنقلها جيل عن جيل ،مما افسح لشعب سودان وادي النيل القديم مكانه المرموق بين الامم القديمة )) وتلقي النوبيون علي مدي الاف السنين ألوانا من السلالات والجماعات ،مهاجرة او غازية ثم لم تلبث ان استولت عليها البلاد وادمجتها فيها ))
وانما كانت بلاد النوبة مقصدا لهذه الهجرات لموقها الجغرافي المتميز . وبذا استقبلت ثقافات متعددة بعضها من العمق الافريقي ، واخري من ثقافات البحر الابيض المتوسط .
ويبدو ان هذه الهجرات المتعددة الي بلاد النوبة لم تحدث تغييرات جينية كثيرة ،فقد(كان الشعب النوبي القديم يعني صناع حضارة المجموعة(أ) التي عاشت عصر ما قبل التاريخ ، وهو بالضرورة عصر سابق للاسر من نفس السلالة التي ينتمي إليها المصريون القدماء . وتمتاز هذه السلالة بالقوام النحيل والقامة المتوسطة او فوب المتوسط بقليل ، الراس مستطيل بارز من الخلف ، والتقاطع قوقازية ، وهي فرع من الجنس الزي يطلق عليه اسم جنس البحر الابيض المتوسط ، لانتشاره ف اوربا علي سواحل هذا البحر . وهو يمتاز فوق ذلك بالانف المعتدل ، والشفاه المعتدلة،وبشعر مموج او اقرب الي الاستقامة ، ولون البشرة اسمر او في لون الحنطة .
هذه السلالة التي عمرت بلاد النوبة دهرا طويلا ،والتي كانت حرفتها الزراعة ،وهي حرفة تساعد علي التعمير وازدياد السكان، هي بمثابت الاسس التي بنا عليها الشعب النوبي من الناحية الجنسية، والتي لم تحدث فيها الاغارات علي مضي القرون سوي تغييرات يسيرة))